فضاء حر

مؤتمــــر الشـــعار الفـــــارغ

يمنات

"المؤتمر الوطني لحقوق الإنسان" المنعقد بصنعاء تحت شعار "للجميع حق المشاركة في الحياة العامة" قدم مثالا ساطعا على ما يمكننا تسميته بـ"مؤتمرات الشعارات الفارغة".

فقد انفضت جلسة افتتاح المؤتمر بانكشاف كبير للفساد السياسي الممارس في البلد بوجوه متعددة وبإشراف دولي وفي مقدمة هذه الوجوه: الإقصاء والتهميش لمعظم فئات المجتمع وفي طليعتها الشباب. احتج الشباب على إقصائهم وتهميشهم ورفعوا لافتات تدين المجتمع الدولي الذي يتعرضون للإقصاء والتهميش من حكومتهم وأحزابهم تحت إشرافه.

رد حكومة الوفاق الوطني ممثلة بدولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة على هذا الاحتجاج افتقر لحس المسئولية بل وللحصافة والاحترام. فقد رد رئيس الوزراء على هتافات الشباب المطالبة بسقوط النظام بهتاف مماثل "الشعب يريد إسقاط علي عبدالله صالح"، فضلا عن اتهامات فارغة وإساءات وجهها باسندوة للشباب بصورة غير لائقة ومخزية لصورته والموقع الذي يشغله كما تناقلت الأخبار وروايات الحضور.

 

الشخصية الوحيدة التي تحدثت بمسئولية واحترام للشباب اليمنيين كما يبدو لم يكن مسئولا يمنيا، بل مسئولا أمميا. الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الذي كان قد اعتلى منصة المؤتمر قبل أن يعبر الشباب عن احتجاجهم وتنفض الجلسة بتلك الصورة التي ظهر بها باسندوة، قال: "والله إنني أخجل أن أعتلي المنصة في حضور الشباب الذين ناضلوا من أجل حقوق الإنسان"، وأضاف: "ليس من المفروض أن أكون هنا بل أنتم".

من الواضح أن الدور الدولي والأممي في اليمن هش وسيء ويشكل غطاء للفساد السياسي الممارس في بلادنا بأشكال مختلفة لا تقتصر على إقصاء وتهميش الشباب وفئات المجتمع الأخرى. لكن، من الواضح أيضا، أن هناك بين المسئولين الدوليين والأمميين من يتمتع بفضائل هامة يفتقر لها المسئولون اليمنيون تماما تجاه شعبهم: كفضيلتي الخجـــــل والتهــــذيب في التعامل مع اليمنيين.

 

وإذا كان هناك من كلمة أخيرة يتوجب توجيهها لدولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وسائر المسئولين اليمنيين وقادة الأحزاب، فهي: تحـــــلوا بالقليل من الخجـــل والتهــــذيب في التعامل مع شعبكم. فآخر ما يمكن أن يتنازل عنه المقصيون والمهمشون هو: التعامل معهم من قبل من سلبوهم حقوقهم بخجل وتهذيب على الأقل.

جربوا الخجــــل والتهــــذيب يا سادة في التعامل مع مواطنيكم والمقسيين والمهمشين منهم بخاصة! فهما ليسا منقصتين ولا مرضين بل فضيلتين.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى